بعد الحرب العالمية الثانية انقسمت كوريا إلى شمال منغلق تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي "آنذاك" وجنوب منفتح تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية . الكثير منّا يعلم عن دور كوريا الجنوبيّة الرّائد والفاعل في السوق العالمي وتميزها في الصناعات المختلفة وبالأخص "الالكترونيّة" .وعلى الجانب الآخر , قليل منّا لايعلم عن كوريا الشماليّة - المتقوقعة حول ذاتها- إلّا من خلال التحذيرات الأمميّة حول قضيّتها المثيرة للجدل وللرأي العالمي " برنامج بيونج يانج النووي" .
محاولة الدّخول إلى محيط تلك الدولة الغامضة ومحاولة فكّ شفرات أسرارها ومعرفة بعض جوانب التطور لديها أمر جدير بالاهتمام ؛ لأن لديها بعضا من جوانب التطوّر استطاعت أن تحققها بالرغم من العزلة الخانقة .
في ذلك الشمال الغامض تُستخدم الطاقة الشمسيّة بشكل فعّال للأغراض المنزليّة .كما توجد جامعة Kim Chaek للتكنولوجيا في العاصمة الرّائدة في إعداد البرامج التدريبية في مجال الوقود النووي و الهندسة النووية . كما أنها تملك رابع أكبر جيش بالعالم حسب إحصاءات وزارة الخارجيّة الأمريكية . وتكاد تنعدم الأمية فيها ؛ إذ أن 99% من الشعب الكوري الشمالي يقرأ ويكتب .أردت من خلال هذا المقال أن أعرض بعضا من جوانب النهضة الصامتة لكوريا الشمالية لأهمس في آذان بعض بني قومي الذين أثاروا الضجيج بأن النهضة ممكنة ومتعددة أشكالها وأنماطها حتى وإن كانت صامتة ... واللّبيب بالإشارة يفهمُ !
