السبت، 23 مارس 2013

فيروس ..الابتسار !












ينتشر مرض القطيعة و التناحر على كافة الأصعدة سواء كانت : سياسية ,  اقتصادية , ثقافية ..الخ. المتأمّل جيدا يرى أنّ من أهمّ  الأسباب التي أدّت إلى زيادة انتشار  ذلك المرض هو فيروس الابتسار الذي تكاثر بشكل أكبر في وهج التفاعل مع مواقع التواصل الاجتماعي . فمثلا نجد أن كلّ طيف يبتسر  كلاما مجتزءأ  من مقطع  يوتيوبي أو جملة مقتضبة من كتاب أو تغريدة ينتزعها من سياقها الدلالي  ليكون سلاحا يوجّهه إلى الطيف الآخر الذي يختلف مع الفكر أيا كان ذلك الفكر .

ذلك الفيروس يأخذ سمة التحوّر السريع ولايمكن حينها السيطرة عليه خاصة في الأزمات السياسية والفكرية الكبرى التي معها تتصادم الرؤى والأفكار  حول  تلك الأزمات . ينقلنا ذلك الفيروس من الاتّحاد إلى التضاد ومن الاجتماع على طاولة الحبّ والحوار تحت إطار مشترك ألاوهو بغية الحق إلى التّخندق في جزر التنظير بلا تأطير فحينها سيعلو الصياح والضجيج والصخب وستتداخل الأصوات مع  بعضها  البعض  فلا نميّز أي ا لأصوات أعذب وأطرب ونسمع جعجعة ولانرى طحينا  وندورفي دوائر الاتهام والغضب بلا فائدة .

-أكاد أجزم بأنّ قليلا من الهدوء الفكري و العقلي في طريقة طرح آراءنا كفيلة بالقضاء على ذلك الفيروس ..

ومضة :

أحيانا النصّ هو الكائن الوحيد القادر على التغيير .