الاثنين، 26 مارس 2012

"زهايمر مؤقت ..!"




قادم من الخرج مع أهلي الساعة الثالثة ظهرا ..لزيارة أبي في مستشفى الدكتور أحمد أبانمي فاتفقت مع أهلي بأني سأغادر المستشفى عند الخامسة إلى معرض الكتاب وسأعود الساعة الثامنة والنصف لأخذهم ونعود إلى الخرج ..فاتفقنا على ذلك وعند الساعة الخامسة ذهبت إلى المعرض فركنت سيارتي في إحدى الجهات الجانبية من المعرض ولم أركنها في المواقف الداخلية للمعرض نظرا لشدّة الزحام وبعد أن ركنتها وبكلّ حماس توجهت إلى المعرض وفجأة  ألمح شابا من بعيد فإذا به ناصر محمد وهو زميل لي بالجامعة اقتربت إليه وقلت :أهلا أهلا ناصر كيف حالك ؟ يرد :ّ أهلا أهلا كيف الحال ؟ الحمد لله بخير.. بكلّ صحّة وعافية ..
.ناصر : حمد نسيت نظارتي في السيّارة ..لنذهب سوية لأخذ النظارة ومن ثم نعود للمعرض ..
فذهبت معه وكانت سيارته في نفس الجهة التي ركنت بها سيارتي ...
وأخذنا النظارة وعدنا باتجاه بوابة المعرض ..
ولمّا دخلنا المعرض افترقنا عن بعضنا البعض فتجولت في أرجاء المعرض فأخذت ما يزيد على عشرة كتب وهي متنوعة في الشعر والرواية والفلسفة والنقد والطب ..فأخذت حاجتي من الكتب وزيادة...ولما انتهيت من جولتي عند الساعة الثامنة قررت مغادرة المعرض وكانت الكتب في أثناء المشي تثقل علي ...لكثرتها....فذهبت قاصدا سيّارتي ...لكن ثمّة أمرغريب يحدث لي لا أدري ما أسميه أهو زهايمر مؤقت أم ماذا ؟

فذهبت ومعي الكتب أبحث عن سيارتي بين الزحام طفت الجهة التي كنت أعتقد أنّي ركنت سيارتي بها قرابة الأربع مرّات وأسأل نفسي يا إلهي أين سيارتي أين أوقفتها ؟؟ فتذكرت زميلي ناصر بأنه قد ركن سيارته في نفس جهة سيارتي ..فأخرجت هاتفي المحمول بحثا عن اسمه فإذا بالأسماء التي بهاتفي لا يوجد بها إلا أسماء قليلة نظرا لجدّة الهاتف ..لا تتعدى العشرين اسما ..فاتصلت بزميل لي يعرف ناصر واسمه نفس اسمه إنه ناصر فهد ....فاتصلت به  ثلاث مرّات  ..فأخذت الرقم منه في المرّة الثالثة ..!
 وأخرجت إحدى الكتب كي أسجل الرقم فكان الكتاب كتاب "البخلاء" للجاحظ فكان لي ما أردت وسجّلت الرقم .
واتصلت
قلت : السلام عليكم
 فإذا بصوت غريب يرد

وعليكم السلام

هذا جوّال ناصر محمد


لا: الرقم خطأ !
-
الساعة وصلت إلى التاسعة

وأهلي يتصلون بي  نحن بانتظارك .. ..فأجيبهم :بأن الزحام هو السبب وبأني أضعت سيارتي ...
وأبحث وأبحث  عن سيارتي بين أراض فضاء وقد تمرّغ حذائي -الملمّع- بالتربة ..!

يا إلهي ما ذا أفعل... سيارتي أعتقد بأنها هنا فقررت أن أتصل على ابن عمي "عبدالعزيز "
قلت له تعال إلي عند معرض الكتاب لا أدري أين ركنت سيارتي فاستغرب وضحك
فقال لي أنا الآن منشغل جدا فسيأتيك أخي حسين

واتصلت على حسين وأتى إلي عند الساعة التاسعة والنصف فقال لي حسين :يبدو إنّك قد ركنتها في الجهة المعاكسة ..
فقلت له أنا ركنتها هنا ومتأكّد ...!
وقررنا الذهاب إلى الجهة المعاكسة  فإذا بسيّارتي التي كانت بين سيارات كثيرة أصبحت منفردة وحيدة مشتاقة لصاحبها الذي تركها ...
وأخيرا وجدت سيّارتي ..عند الساعة التاسعة وخمس وأربعون دقيقة ..!
فحمدت الله ..أنّي وجدتها
لا أدري ماذا أسمي الذي أصابني أهو زهايمر مؤقت أم ماذا ..؟  كانت زيارتي للمعرض زيارة ممتعة  بالرغم من الزهايمر "المؤقت" الذي أصابني في تلك اللحظات ....

ومضة :

 "النسيان شكل من أشكال الحرّية "


جبران خليل جبران


لكم تحياتي وودادي
 

محبكم

 

الأحد، 25 مارس 2012

قراءة فلسفية في مواقع التواصل الاجتماعية



لا زلت أذكر في إحدى مساءات 2010 م يوم أن أرسلت رسالة إلكترونية للدكتور محمد العوضي مقترحا عليه بأن يجعل إحدى حملاته  التوعوية في مشروع ركاز عن الاستخدام السليم للإنترنت وأذكر مما كتبت في تلك   الرسالة : " يا دكتور محمد لو أحسن العرب استخدام الإنترنت لأصبح حالهم أفضل....الخ"  

 وذلك قبل الربيع العربي . منذ تلك اللحظة شعرت بأن من يستخدم الإنترنت وبالأخص  شبكات التواصل الاجتماعية "تويتر,فيسبوك ويوتيوب قادر على فعل ما لم تفعله دول وسلطات . أعتقد أن هذا الزمن  يتميز بميزة لم تكن موجودة في أي زمن مضى ألا وهي :" أن أي إنسان مهما كان لونه أو جنسه أو دينه أو عرقه قادر على أن يعرض فكرته للعالم وقادر على أن يُسمع صوته .."

وتوجد أمثلة كثيرة لكني سأكتفي بذكر مثال واحد ألا وهو للأمريكي "تيد ويليامز " الذي استطاع أن ينتقل من عالم التشرد  إلى عالم النجومية وذلك من خلال موهبته الفذّة على تقليد الأصوات الإذاعية القديمة ذلك الإنسان البسيط "تيد ويليامز " استطاع أن يعرض فكرته للعالم وأن يُسمع العالم صوته .

من جانب آخر أعتقد بأن أية فكرةٍ آيدلوجيةٍ أصبجت مكشوفة  مساوئها ..وذلك بسبب أن أصحاب الأفكار الآيدلوجية في مواقع التواصل الاجتماعية أخذو في كشف  مساوئ الآخر ..مثلاً أصحاب الفكرة الآيدلوجية " أ " يعرضون  مساوئ الفكرة الآيدلوجية "ب" والعكس وهذا ماألحظه من خلال مشاهدتي لكثير من المقاطع اليوتيوبية . وبالتالي لا نستغرب بأن من نشأ وترعرع في الفكرة الآيدلوجية " أ " نجده في يوم ما يؤمن بالفكرة الآيدلوجية "ب"  بل ويتواصل مع رموز الفكرة الآيدلوجية "ب" .

وأيضا لا نستغرب بأن دولة تحمل الفكرة الآيدلوجية  "أ"  نصحو في يوم من الأيام ونراها تحمل الفكرة الآيدلوجية "ب" .

كل هذا بسبب مواقع  التواصل  الاجتماعية التي جعلت الأفكار مفتوحة أمام الناس . باعتقادي إن الفكرة التي تحمل قيم "الخير والحق والجمال " وعرف أصحابها استخدام وعرض الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعية  فسنراها متسيدة للعالم بأسره .

في زمن الأفكار وتداولها لا بقاء إلا للفكرة الأجمل والأكمل والأمثل والأحسن .

140حرفا عندما تكون خارج السرب ..

إن من طبيعة العقل البشري  أحيانا التفكير خارج إطار الفكر المسيطر على المجتمع وتطري على العقل أفكار قد تمس الأفكار القطعية  التي يؤمن بها الإنسان .

إن المتأمل في مستخدمي تويتر يكتبون عادة ما يطري في عقولهم من أفكار وهذا خطير جدا لأن هذه الأفكار قد تكون مصادمة للمجتمع أو مصادمة للفطرة ..وسأذكر مثالين هنا لأشخاص غردوا بتغريدات ثم حصل لهم ما حصل حمزة كشغري  عندما غرّد بتغريدات أودت به إلى المحاكمات الشرعية . 

المثال الآخر ..هو مثال المذيعة الأمريكية اللبنانية الأصل "أوكتافيا نصر"  مذيعة قناة CNN عبرت عن إعجابها  بالمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله تلك التغريدة أدت إلى فصلها من قناة CNN  بعد أن كانت تعمل فيها لمدة 20 عاما ..لذا يجب على أي مغرّد أن يفحص تغريدته جيدا وإلا سنكون أمام سيل من المحاكمات والمصادمات .

.وفي الختام أود أن أقول بأن مواقع التواصل الاجتماعي تُحدثُ تغييرا  ولا زلنا بانتظار تغييراتها الكبرى ...


ومضة :

سؤال يتردد في ذهني في عام 2004 م ألّف مفكرنا العظيم الدكتور عبدالله الغذّامي كتابه الموسوم بــ"الثقافة التلفيزيونية سقوط النخبة وبروز الشعبي "حيث قال  بسقوط النخبة في ذلك الزمن الذي يتلقى فيه "الشعبي" الصورة ..يا ترى فماذا سيقول بعد أن أصبح "الشعبي " هو الذي يتحكم بالصورة وفحواها ..!!


محبكم




 

الخميس، 8 مارس 2012

الرقص علــى أغنية الجمال


كلمات في مقام الغزل بل في آخر مقامات الغزل والهيام

هناك بأرض العشّاق حبيبتي تتراقص على أغنية جمال فالقلب يـدرك ويـعــرف
يالأرض العشّاق ذرات الرمال تصافح الزهور ومن نضرتها للأنـظار تخـــطف
أيام ساحرة تعزف الجمال هناك كلحن سرمديّ بالأفلاك صداه والآذان له تـألف
أيتها الشمس الذهبية لا تغربي عن أرض العشّاق ولاتذيبي قلوبا بالهيام ترجــف
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يا حبـيبتي نبحر بقارب الحب سوية نغري صخورا خرسـاء تكـاد لقاربنا تـقذف
نمرّ على وادي الليل القديم وطائر الأحلام يحلّق صادحا ما لوجدالأحبّة مرهـف
فأجبته:إني عطرها الخرافيّ وأراها في كل حلم وهي بحنانها الدافيء بي تـرأف
فكل أوراقي و أقلامي و كلماتي و ضحكاتي وأنهار من دموعي لأجــلها تــهتـف
إحسـاسي رائق وعطر أشجاني الرّائع يضوع في الدروب باسم حبيبتي يـــهتف
أهداب عيني تكاد تتساقط كورق لخريف الذي لجـفون العشــّاق يكاد أن ينــتف
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يا ليـت العبير الفواح الذي نستنشقه شاعـرا ينطق ولجمال حبّـنا يتـكـلم ويـوصـف
يا ضـباب الودّ عانق جمال سحرنا البهيّ فمنك جميلـتي بالعشـق لـم ولـن تضـعف
يا طائر الحبّ غرّد بسماءنا قلوب المتيّمين تأنس بتغاريد الصـبـاح وإلـيك تصرف
يا أيتها الجميلة ما أنت أنت كأرض جمال بالأمـطار وبالبــهاء وبالـحـسن تـعـرف
أقسم يا سيدتي الأميرة إني ألف ألف أحبك والـعقل بعشـقـك من كل شــؤم يـنظـف
أطياف من أحلامي تلاحقك ونجوم بالسماء تلاحظك من أجل حسنك وبـك تـلطف
أنت كليلكة حمراء في يديّ استنشـقها .. تلاطفني تلاعبني تؤنسنـي وبـي تعــطف
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ألاتعلـمين يا حبيبتي ورود الشرق والغرب أضـحت كلّها لأجلك عــطورا تـنزف
ياملكتي العذراء لست نزاريا ولا" بايرون" لكني كموج ساحر بالظلمات يســدف
يــا لوجهك الرقيق كيف أصفه حين ألامـسه ذكـريات عبـقة وأمـان مــنه أنــدف
هذه يا سيدتي حروفي البيضاء رست بقلبك الأبيض تغنّي فيه هيامـاوفـيه تعكـف

محبكم حمد الدريهم