قادم من الخرج مع أهلي الساعة الثالثة ظهرا ..لزيارة أبي في مستشفى الدكتور أحمد أبانمي فاتفقت مع أهلي بأني سأغادر المستشفى عند الخامسة إلى معرض الكتاب وسأعود الساعة الثامنة والنصف لأخذهم ونعود إلى الخرج ..فاتفقنا على ذلك وعند الساعة الخامسة ذهبت إلى المعرض فركنت سيارتي في إحدى الجهات الجانبية من المعرض ولم أركنها في المواقف الداخلية للمعرض نظرا لشدّة الزحام وبعد أن ركنتها وبكلّ حماس توجهت إلى المعرض وفجأة ألمح شابا من بعيد فإذا به ناصر محمد وهو زميل لي بالجامعة اقتربت إليه وقلت :أهلا أهلا ناصر كيف حالك ؟ يرد :ّ أهلا أهلا كيف الحال ؟ الحمد لله بخير.. بكلّ صحّة وعافية ..
.ناصر : حمد نسيت نظارتي في السيّارة ..لنذهب سوية لأخذ النظارة ومن ثم نعود للمعرض ..
فذهبت معه وكانت سيارته في نفس الجهة التي ركنت بها سيارتي ...
وأخذنا النظارة وعدنا باتجاه بوابة المعرض ..
ولمّا دخلنا المعرض افترقنا عن بعضنا البعض فتجولت في أرجاء المعرض فأخذت ما يزيد على عشرة كتب وهي متنوعة في الشعر والرواية والفلسفة والنقد والطب ..فأخذت حاجتي من الكتب وزيادة...ولما انتهيت من جولتي عند الساعة الثامنة قررت مغادرة المعرض وكانت الكتب في أثناء المشي تثقل علي ...لكثرتها....فذهبت قاصدا سيّارتي ...لكن ثمّة أمرغريب يحدث لي لا أدري ما أسميه أهو زهايمر مؤقت أم ماذا ؟
فذهبت ومعي الكتب أبحث عن سيارتي بين الزحام طفت الجهة التي كنت أعتقد أنّي ركنت سيارتي بها قرابة الأربع مرّات وأسأل نفسي يا إلهي أين سيارتي أين أوقفتها ؟؟ فتذكرت زميلي ناصر بأنه قد ركن سيارته في نفس جهة سيارتي ..فأخرجت هاتفي المحمول بحثا عن اسمه فإذا بالأسماء التي بهاتفي لا يوجد بها إلا أسماء قليلة نظرا لجدّة الهاتف ..لا تتعدى العشرين اسما ..فاتصلت بزميل لي يعرف ناصر واسمه نفس اسمه إنه ناصر فهد ....فاتصلت به ثلاث مرّات ..فأخذت الرقم منه في المرّة الثالثة ..!
وأخرجت إحدى الكتب كي أسجل الرقم فكان الكتاب كتاب "البخلاء" للجاحظ فكان لي ما أردت وسجّلت الرقم .
واتصلت
قلت : السلام عليكم
فإذا بصوت غريب يرد
وعليكم السلام
هذا جوّال ناصر محمد
لا: الرقم خطأ !
-
الساعة وصلت إلى التاسعة
وأهلي يتصلون بي نحن بانتظارك .. ..فأجيبهم :بأن الزحام هو السبب وبأني أضعت سيارتي ...
وأبحث وأبحث عن سيارتي بين أراض فضاء وقد تمرّغ حذائي -الملمّع- بالتربة ..!
يا إلهي ما ذا أفعل... سيارتي أعتقد بأنها هنا فقررت أن أتصل على ابن عمي "عبدالعزيز "
قلت له تعال إلي عند معرض الكتاب لا أدري أين ركنت سيارتي فاستغرب وضحك
فقال لي أنا الآن منشغل جدا فسيأتيك أخي حسين
واتصلت على حسين وأتى إلي عند الساعة التاسعة والنصف فقال لي حسين :يبدو إنّك قد ركنتها في الجهة المعاكسة ..
فقلت له أنا ركنتها هنا ومتأكّد ...!
وقررنا الذهاب إلى الجهة المعاكسة فإذا بسيّارتي التي كانت بين سيارات كثيرة أصبحت منفردة وحيدة مشتاقة لصاحبها الذي تركها ...
وأخيرا وجدت سيّارتي ..عند الساعة التاسعة وخمس وأربعون دقيقة ..!
فحمدت الله ..أنّي وجدتها
لا أدري ماذا أسمي الذي أصابني أهو زهايمر مؤقت أم ماذا ..؟ كانت زيارتي للمعرض زيارة ممتعة بالرغم من الزهايمر "المؤقت" الذي أصابني في تلك اللحظات ....
ومضة :
"النسيان شكل من أشكال الحرّية "
جبران خليل جبران
لكم تحياتي وودادي
محبكم