السبت، 20 أكتوبر 2012

قريبا مشهدٌ .."فيليكسيّ" آخر !





تابعتُ وبتلهّفٍ شديد مع عائلتي قفزة فيليكس المثيرة وأثناء متابعتي للمشهد "الشّبه الانتحاري"  كنت ألقي نظراتٍ بين الفينة والأخرى في " تويتر" متأمّلا التعليقات

اللحظية التي كتبت.هبط فيليكس وكسر حاجز الصّوت ؛ فصفّق قلبي خوفا عليه قبل أن

تصفّق يداي فرحا ؛ لأنّه أنجز للبشريّة إنجازا قد يُسهم في فتحٍ جديد في عالم الفضاء .
بنو قومنا تابعوا الحدث العالمي ذي الصبغة "الغربية" ، وقبل مدّة كانوا يتابعون حدث إطلاق "آبل" للإصدارات الحديثة من أجهزتها . وقبل زمن غابر تابعوا حدث

صعود .."آرمسترونغ"  للقمر. كالعادة ردّات فعلنا اتجاه أي منجزٍ إنسانيّ فريد لاتخلو من إمّا تمجيد وإكبار لصاحب ذلك المنجزومحاولة استلهام نجاحه الباهر , أو جلد ساخر للذات !.

جميع من يتصارع لدينا من آيدلوجيّات ومذهبيات وطوائف تحيّي ذلك المنجز الإنسانيّ

الفريد ونسخر على أنفسنا عندما نرى تلك المنجزات تتحقق ؛لدرجة أنّ بعض أصحاب الآيدلوجيا يسخر حتى من نفسه ويقول:" ..هم هبطوا من الفضاء وأنتم ..لازلتم في صراع ...."سين" مع "صاد" ...."  وغيرها من العبارات الساخرة التي تتضمّن نوعا من جلدِ الذات .تلك العبارة عادة تقال  لحظة متابعة  الإنجاز الحضاريّ الغربي  ؛ ولكن صاحب تلك العبارة سرعان ما ينساها بعد تلك اللحظة لنعود مرّة أخرى لدائرة الصراعات الآيدلوجية القاتلة للإبداع والنهضة .

تتوحّد آيدلوجياتنا  المتناحرة لتصفّق لكلّ  ما هو منجز حضاري فريد أيا كان مصدره .

 صاحبكم تابع الشغف النهضوي الذي تسعى إليه أمتنا منذ زمن بعيد ولايزال سؤال النهضة هو الأبرز والعالق في ذاكرتنا الآنية والماضية والمستقبلية .

فقد كُتبت مئات الكتب ودبّجت آلاف المقالات وتنوّعت طرق البحث  كما تنوّع أصحابها من علماء وناقدين ومفكرين ووعاظ ومثقفين وغيرهم . فبعضهم من رأى بأنّ العقل الحرّ المفتوح الذي يسمح بتجريب كلّ ما هو ممكن وفق تصوّرات العقل البشري في بيئات البحث العلمي المفتوحة التي لا تتقيّد بأي قيد هو السبيل للتقدّم والإبداع .

والبعض الآخر رأى تقليد كلّ ماهو غربيّ في الحياة . وغيرها من التصورات التي روّج لها أصحابها .وبعد تأمل عميق لعدد من التصوّرات المختلفة التي حاولت الإجابة على سؤال النهضة أقول بأن النهضة لها قوانين كونيّة لا علاقة لها بأي انتماءات مؤطرة ومحدّدة  ؛ تكمن أسرارها في العمل الجادّ والانضباط والحريّة بضوابطها .

بالتأكيد سيكون هناك مشهد "فيليكسيّ" آخر قريبا ولكن ماذا عن ردّات فعلنا فهل ستبقى كما هي ؟ كلّ أملي بأن نغيّر طريقة ردّات فعلنا اتجاه أي منجز مهما كان مصدره من جلد للذات إلى دفع للذات بالعمل جديا  لصنع شيئا مفيدا جديدا ومدهشاولوعلى الأقل في
 أقرب محيط يعيش فيه الفرد .


الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

وضوء في القـفْر !



بحثت عن حبيبها في الصحراءِ المقفرة, فوجدته بعد بحث طويل وشاقّ .

قال لها : كيف عثرتِ عليّ ؟

-أجابت : توضّأت و صلّيت ودعوت ربّي ..ولم يخيّب ظنّي .

-يرد: أريد أن أرى وأشرب الماء الذي توضّأتِ منه فأنا ظمآن ...!

-ماهي إلا هنيهةَ َ؛ إلا ودموع المتيّمةِ  يراها أمام عينيه !



الاثنين، 1 أكتوبر 2012

فيلم غازي الإنسان





لا يختلف اثنان حول أهميّة الدراما والسينما وتأثيرها السّحري الفعّال على رسم الذّهنيّة لدى الشّعوب .ولعلّ الأفلام التي تتناول  سير الأبطال العظماءتبقى مؤثّرة في الأجيال على مدى عقود وبالأخص الأجيال التي لم تعاصر العظماء ؛  لأن الصّورة بسحرها البصري الأخّاذ تجذب الانتباه للعقل أكثر من أي وسيلة أخرى . شاهدت كغيري من ملايين المشاهدين فيلم "غازي الإنسان" الذي أثار جدلًا وأحاديث كثيرة قبل البدء بتصويره ؛ إلا أن المخرج  وكل من قام على العمل خالفوا التوقّعات بإظهار "غازي الإنسان" بعيدا عن الألقاب التي التصقت به وحتى أنهم أظهروا لنا جوانب لم يكتبها الذين كتبوا عن الرمز الثقافي الكبير في كتبهم . بعض الذين تخوفوا من مغامرة تصوير الفيلم على أنه أول فيلم سعودي يحكي سيرة رجل من أهمّ رجالاتها في تاريخها  هاهم يصفـقون الآن ويحيّون كلّ من أسهم في إنتاج الفيلم . على الرّغم من طول الفيلم إلّا أن المُشاهد لن يملّ  من متابعته والتمعّن في أحداثه الدراميّة الشيّقة .مرّ على وفاة الرّمز الخالد عشرون عاما ولم يزل في ذاكرة الثقافة العربية . كلّ أملي أن يترجم الفيلم إلى كلّ اللغات الحيّة  حتى يعرف الشّرق والغرب من هو "غازي الإنسان"  ؟ وأن نكرّر هذه التجربة السينمائية الرّائدة  الناجحة على كثير من الأسماء التي خدمت بلادي في مجالات مختلفة .

-ملاحظة : تمّت كتابة هذا المقال "الفيوتشرزمي" تحت تأثير عقار من مدرسة Futurism  الأدبيّة وعندما زال مفعوله وأعدت قراءة ما كتبت حاولت أن أمزّق  الأوراق ولكنّي عجزت .ويبقى السؤال مفتوحا هل يمكن أن يتحوّل هذا المقال "الفيوتشرزمي" إلى واقعي ؟ لست أدري الأيّام ستخبرنا بذلك !!