الجمعة، 28 سبتمبر 2012

صحراء دبي ..والشّاب العصاميّ !






بعد أن أنهى دراسته الجامعية .قرّر محمد أن يُغامر في عالم التجارة وكان عمره 21 عاما . استطاع أن يملك عددًا من البواخر في عمر 24 عاما وأصبح وكيلًا لإحدى شركات الملاحة في الإسكندريّة .إحدى مراكبه تعرّضت لعطلٍ في دبي ؛ فاستقلّ طائرة متوجّها لدبي ليصلح ذلك العطل . لم ير ذلك الشّاب بيوتا فارهة أو أبراجاً سامقة .جلّ ما رآه -في ذلك الوقت- بيوتا طينية وصحراء قاحلة وأناس قليل .

 استغلّ الفرصة الذهبية وقابل حاكمها -آنذاك- الشيخ راشد آل مكتوم فعرض عليه الشيخ :"أريدك أن تساعدني لبناء أربعة أرصفة للميناء !" فوافق محمّد واتفقا على أن محمد سيدير الميناء لمدة 25 عاما ! ذهب لبريطانيا وتفاوض مع إحدى الشركات واستطاعت أن تبني 6 أرصفة في دبي . فرح الشيخ بذلك الانجاز الذي تمّ خلال فترة وجيزة . وقال للشّاب :" نريد أن ننقّب عن البترول في دبي فالدول المحيطة اكتشفت البترول فأريد منك أن تعود لأوروبا وتبحث عن شركة لعمل الأبحاث في الصحراء وعن مدى إمكانيّة اكتشاف البترول " .عاد محمد إلى أوروبا واتفق مع إحدى الشركات الأوروبية .فبعد التنقيب والبحث أصبحت دبي تصدّر 300 ألف  برميل يوميا .نبضت الحياة في دبي فبنيت الطرق و المستشفيات وغيرها من المراكز الخدمية .كان اللقاء بين الشّاب العصامي والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حجر الزاوية في نقلة دبي إلى التطور والنهضة العمرانية .

 ذلك الشّاب هو محمد عبدالمنعم الفايد الملياردير المصري الشهير المالك السّابق لمحلات هارودز التي باعها قرابة 2.2 ملياردولار على الحكومة القطرية ومالك نادي فولهام الإنجليزي والهوتيل ريتز وغيرها .


الفايد كان عصاميّا في نشأته منذ أن كان في الإسكندرية إلى صحراء دبي التي كانت نقطة تحول في حياته . العطل الذي كان في إحدى بواخره لم ينقله لصحراء دبي فحسب ؛ بل نقله إلى بريطانيا وموناكو وسكوتلندا و سويسرا والعالم كلّه . 

-النجاح مغامرة وخطة وانضباط .