"حوارات قصيرة صنعت....إنجازات كبيرة "
كثيرة هي الحوارات التي يجريها الإنسان مع ذاته ومع الآخرين ولكن القليل
منا من يعتبر من تلك الحوارات أو يستخلص منها فوائد قد تصنع الإنجاز في حياته . وهنا سأورد أمثلة لأشخاص مروا بحوارات لم يجعلوها تمر إلا وقد فكروا فيها واستخلصوا منها الشيء الكثير ومن تلك الأمثلة :
1- في أحد الأيام سأل المفكر العبقري الدكتور عبدالوهاب المسيري -رحمه الله - إحدى زميلاته بالدراسة عن جنسيتها
فأجابت يهودية . فرد عليها أني أسألك عن جنسيتك لا عن دينك ؟ كررت نفس الإجابة . بعد هذا الحوار القصير بدأ يلوح في أفق مفكرنا الكبير عن ماهية اليهودية واليهود والصهيونية حتى أصدر موسوعته الشهيرة الموسومة بــ "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية " عام 1999 م عن دار الشروق المصرية .
2- في عام 1925 م حاور المفكر محمد أسد -رحمه الله- أحد الشباب من المقاطعات الأفغانية منافحا عن الإسلام ومحملا المسلمين
تبعة تخلفهم عن الشهود الحضاري ، لأنهم تخلفوا عن الإسلام ، ففاجئه ذلك الشاب بقوله :"ولكنك مسلم كل ما في الأمر أنك لا تعرف نفسك
فرد فايس " اسمه قبل إسلامه " قائلا :" ولكنني شاهدت في الإسلام من الجمال ما يجعلني أغضب عندما أرى أتباعه يضيعونه "
هذا الحوار القصير نتج عنه شخص عظيم خدم الإسلام والمسلمين اسمه محمد أسد .
3- يقول الأديب الكبير علي أحمد باكثير-رحمه الله - "في مقعد الدرس أخذ المدرس الإنجليزي يلقي علينا محاضرة عن الشعر المرسل
"Blank Verse " كان يقول لنا المدرس الإنجليزي "إن هذا النظم لم ينجح في أي لغة أخرى كما نجح في اللغة الإنجليزية
حتى باللغة الفرنسية لم ينجح حتى اللغة العربية لا يوجد مثل هذا في لغتكم .. فأنا اعترضت عليه وقلت له : "إن لكل أمة تقاليدها الفنية
في شعرها ومن تقاليد العربية أن تلتزم بالبحر الواحد والقافية الواحدة مهما طالت القصيدة ولكن لا يمنع من إيجاد مثل هذا الضرب
من الشعر في لغتنا العربية ، لأن لغتنا العربية تستطيع أن تتنوع وأن تتعدد نغماتها كما لا تستطيع أي لغة أخرى ". فنهرني المدرس الإنجليزي
وقال : كلام فارغ !
وخرجت من الدرس إلى البيت مباشرة وكنت أفكر في هذا النظم من قبل ولكن هذا التحدي جعلني أنجز ما كان يخطر ببالي ."
نجد هنا أن أديبنا الكبير -رحمه الله - استفاد من حواره مع معلمه ونتج عن ذلك نظمه للشعر المرسل والآن أعزائي القراء كثير
من الشعراء يستخدم هذا النظم .
4- يروى عن توماس ألفا أديسون - شكرا له - أنه في أحد الأيام أرسل إلى مكتب براءات الإختراعات الأمريكي وأخبرهم بأنه يعمل الآن على اختراع مصباح يعمل بالكهرباء . نصحه المكتب بعدم الإستمرار فكتبوا إليه خطابا :"إنها فكرة حمقاء !حيث يكتفي الناس بضوء الشمس ".فرد بخطاب :" ستقفون يوما ما لدفع فواتير الكهرباء " وبالفعل كان له ما أراد وأضاء العالم بالمصابيح .
5- في ذات يوم اشترى الطالب الياباني أوساهير -شكرا له - محركا ثقيلا من إحدى المعارض بألمانيا ووضع المحرك أمامه على المنضدة
وقال لنفسه :" هذا هو سر تفوق أوروبا ، لو استطعت أن أصنع محركا كهذا لغيرت صناعة اليابان ، إن هذا المحرك
يتألف من قطع وأشكال لو أني استطعت أن أفكك هذا المحرك ، وأن أعيد تركيبه بالطريقة نفسها التي صنعوها به لغيرت صناعة اليابان"
وبالفعل بعد هذا الحوار مع ذاته كان له ما أراد . واليوم اليابان من أهم دول العالم في صناعة السيارات .
هذه أمثلة على سبيل المثال لا الحصر ، لأشخاص جعلوا من حواراتهم القصيرة منجزات كبيرة في حياتهم . ولا أكتمكم سرا في أحد
الأيام أجريت حوارا قصيرا مع أحد الشعراء الكبار وقد ساهم ذلك الحوار في انطلاقتي الأدبية .
حمد الدريهم
كثيرة هي الحوارات التي يجريها الإنسان مع ذاته ومع الآخرين ولكن القليل
منا من يعتبر من تلك الحوارات أو يستخلص منها فوائد قد تصنع الإنجاز في حياته . وهنا سأورد أمثلة لأشخاص مروا بحوارات لم يجعلوها تمر إلا وقد فكروا فيها واستخلصوا منها الشيء الكثير ومن تلك الأمثلة :
1- في أحد الأيام سأل المفكر العبقري الدكتور عبدالوهاب المسيري -رحمه الله - إحدى زميلاته بالدراسة عن جنسيتها
فأجابت يهودية . فرد عليها أني أسألك عن جنسيتك لا عن دينك ؟ كررت نفس الإجابة . بعد هذا الحوار القصير بدأ يلوح في أفق مفكرنا الكبير عن ماهية اليهودية واليهود والصهيونية حتى أصدر موسوعته الشهيرة الموسومة بــ "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية " عام 1999 م عن دار الشروق المصرية .
2- في عام 1925 م حاور المفكر محمد أسد -رحمه الله- أحد الشباب من المقاطعات الأفغانية منافحا عن الإسلام ومحملا المسلمين
تبعة تخلفهم عن الشهود الحضاري ، لأنهم تخلفوا عن الإسلام ، ففاجئه ذلك الشاب بقوله :"ولكنك مسلم كل ما في الأمر أنك لا تعرف نفسك
فرد فايس " اسمه قبل إسلامه " قائلا :" ولكنني شاهدت في الإسلام من الجمال ما يجعلني أغضب عندما أرى أتباعه يضيعونه "
هذا الحوار القصير نتج عنه شخص عظيم خدم الإسلام والمسلمين اسمه محمد أسد .
3- يقول الأديب الكبير علي أحمد باكثير-رحمه الله - "في مقعد الدرس أخذ المدرس الإنجليزي يلقي علينا محاضرة عن الشعر المرسل
"Blank Verse " كان يقول لنا المدرس الإنجليزي "إن هذا النظم لم ينجح في أي لغة أخرى كما نجح في اللغة الإنجليزية
حتى باللغة الفرنسية لم ينجح حتى اللغة العربية لا يوجد مثل هذا في لغتكم .. فأنا اعترضت عليه وقلت له : "إن لكل أمة تقاليدها الفنية
في شعرها ومن تقاليد العربية أن تلتزم بالبحر الواحد والقافية الواحدة مهما طالت القصيدة ولكن لا يمنع من إيجاد مثل هذا الضرب
من الشعر في لغتنا العربية ، لأن لغتنا العربية تستطيع أن تتنوع وأن تتعدد نغماتها كما لا تستطيع أي لغة أخرى ". فنهرني المدرس الإنجليزي
وقال : كلام فارغ !
وخرجت من الدرس إلى البيت مباشرة وكنت أفكر في هذا النظم من قبل ولكن هذا التحدي جعلني أنجز ما كان يخطر ببالي ."
نجد هنا أن أديبنا الكبير -رحمه الله - استفاد من حواره مع معلمه ونتج عن ذلك نظمه للشعر المرسل والآن أعزائي القراء كثير
من الشعراء يستخدم هذا النظم .
4- يروى عن توماس ألفا أديسون - شكرا له - أنه في أحد الأيام أرسل إلى مكتب براءات الإختراعات الأمريكي وأخبرهم بأنه يعمل الآن على اختراع مصباح يعمل بالكهرباء . نصحه المكتب بعدم الإستمرار فكتبوا إليه خطابا :"إنها فكرة حمقاء !حيث يكتفي الناس بضوء الشمس ".فرد بخطاب :" ستقفون يوما ما لدفع فواتير الكهرباء " وبالفعل كان له ما أراد وأضاء العالم بالمصابيح .
5- في ذات يوم اشترى الطالب الياباني أوساهير -شكرا له - محركا ثقيلا من إحدى المعارض بألمانيا ووضع المحرك أمامه على المنضدة
وقال لنفسه :" هذا هو سر تفوق أوروبا ، لو استطعت أن أصنع محركا كهذا لغيرت صناعة اليابان ، إن هذا المحرك
يتألف من قطع وأشكال لو أني استطعت أن أفكك هذا المحرك ، وأن أعيد تركيبه بالطريقة نفسها التي صنعوها به لغيرت صناعة اليابان"
وبالفعل بعد هذا الحوار مع ذاته كان له ما أراد . واليوم اليابان من أهم دول العالم في صناعة السيارات .
هذه أمثلة على سبيل المثال لا الحصر ، لأشخاص جعلوا من حواراتهم القصيرة منجزات كبيرة في حياتهم . ولا أكتمكم سرا في أحد
الأيام أجريت حوارا قصيرا مع أحد الشعراء الكبار وقد ساهم ذلك الحوار في انطلاقتي الأدبية .
حمد الدريهم