الأحد، 25 مارس 2012

قراءة فلسفية في مواقع التواصل الاجتماعية



لا زلت أذكر في إحدى مساءات 2010 م يوم أن أرسلت رسالة إلكترونية للدكتور محمد العوضي مقترحا عليه بأن يجعل إحدى حملاته  التوعوية في مشروع ركاز عن الاستخدام السليم للإنترنت وأذكر مما كتبت في تلك   الرسالة : " يا دكتور محمد لو أحسن العرب استخدام الإنترنت لأصبح حالهم أفضل....الخ"  

 وذلك قبل الربيع العربي . منذ تلك اللحظة شعرت بأن من يستخدم الإنترنت وبالأخص  شبكات التواصل الاجتماعية "تويتر,فيسبوك ويوتيوب قادر على فعل ما لم تفعله دول وسلطات . أعتقد أن هذا الزمن  يتميز بميزة لم تكن موجودة في أي زمن مضى ألا وهي :" أن أي إنسان مهما كان لونه أو جنسه أو دينه أو عرقه قادر على أن يعرض فكرته للعالم وقادر على أن يُسمع صوته .."

وتوجد أمثلة كثيرة لكني سأكتفي بذكر مثال واحد ألا وهو للأمريكي "تيد ويليامز " الذي استطاع أن ينتقل من عالم التشرد  إلى عالم النجومية وذلك من خلال موهبته الفذّة على تقليد الأصوات الإذاعية القديمة ذلك الإنسان البسيط "تيد ويليامز " استطاع أن يعرض فكرته للعالم وأن يُسمع العالم صوته .

من جانب آخر أعتقد بأن أية فكرةٍ آيدلوجيةٍ أصبجت مكشوفة  مساوئها ..وذلك بسبب أن أصحاب الأفكار الآيدلوجية في مواقع التواصل الاجتماعية أخذو في كشف  مساوئ الآخر ..مثلاً أصحاب الفكرة الآيدلوجية " أ " يعرضون  مساوئ الفكرة الآيدلوجية "ب" والعكس وهذا ماألحظه من خلال مشاهدتي لكثير من المقاطع اليوتيوبية . وبالتالي لا نستغرب بأن من نشأ وترعرع في الفكرة الآيدلوجية " أ " نجده في يوم ما يؤمن بالفكرة الآيدلوجية "ب"  بل ويتواصل مع رموز الفكرة الآيدلوجية "ب" .

وأيضا لا نستغرب بأن دولة تحمل الفكرة الآيدلوجية  "أ"  نصحو في يوم من الأيام ونراها تحمل الفكرة الآيدلوجية "ب" .

كل هذا بسبب مواقع  التواصل  الاجتماعية التي جعلت الأفكار مفتوحة أمام الناس . باعتقادي إن الفكرة التي تحمل قيم "الخير والحق والجمال " وعرف أصحابها استخدام وعرض الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعية  فسنراها متسيدة للعالم بأسره .

في زمن الأفكار وتداولها لا بقاء إلا للفكرة الأجمل والأكمل والأمثل والأحسن .

140حرفا عندما تكون خارج السرب ..

إن من طبيعة العقل البشري  أحيانا التفكير خارج إطار الفكر المسيطر على المجتمع وتطري على العقل أفكار قد تمس الأفكار القطعية  التي يؤمن بها الإنسان .

إن المتأمل في مستخدمي تويتر يكتبون عادة ما يطري في عقولهم من أفكار وهذا خطير جدا لأن هذه الأفكار قد تكون مصادمة للمجتمع أو مصادمة للفطرة ..وسأذكر مثالين هنا لأشخاص غردوا بتغريدات ثم حصل لهم ما حصل حمزة كشغري  عندما غرّد بتغريدات أودت به إلى المحاكمات الشرعية . 

المثال الآخر ..هو مثال المذيعة الأمريكية اللبنانية الأصل "أوكتافيا نصر"  مذيعة قناة CNN عبرت عن إعجابها  بالمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله تلك التغريدة أدت إلى فصلها من قناة CNN  بعد أن كانت تعمل فيها لمدة 20 عاما ..لذا يجب على أي مغرّد أن يفحص تغريدته جيدا وإلا سنكون أمام سيل من المحاكمات والمصادمات .

.وفي الختام أود أن أقول بأن مواقع التواصل الاجتماعي تُحدثُ تغييرا  ولا زلنا بانتظار تغييراتها الكبرى ...


ومضة :

سؤال يتردد في ذهني في عام 2004 م ألّف مفكرنا العظيم الدكتور عبدالله الغذّامي كتابه الموسوم بــ"الثقافة التلفيزيونية سقوط النخبة وبروز الشعبي "حيث قال  بسقوط النخبة في ذلك الزمن الذي يتلقى فيه "الشعبي" الصورة ..يا ترى فماذا سيقول بعد أن أصبح "الشعبي " هو الذي يتحكم بالصورة وفحواها ..!!


محبكم




 

هناك تعليق واحد:

  1. احلام الدريهم13 يوليو 2012 في 4:35 م

    فكر وانتقاء وعمق راق لي
    وبداية جميلة اخي حمد واصل هطول امطارك
    سدد الله خطاك،،

    ردحذف